تاريخ الطاقم

الخط التاريخي لطاقم شؤون المرأة: إثنان وعشرون عاماً نحو بناء مجتمع ديمقراطي تعددي يضمن المساواة بين المرأة و الرجل.

مر طاقم شؤون المرأة منذ نشأته عام 1992 بتطورات جذرية، شكلت طبيعة وهوية المؤسسة الحالية، ونبعت من السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي شهده الشعب الفلسطيني منذ التسعينات وحتى تاريخنا هذا. يمكن وصف المراحل الأساسية لتطور الطاقم من جهة واستراتيجياته من جهة أخرى، ضمن خمسة معالم مهمة (أنظر الشكل رقم 2).

المرحلة الأولى (1992- 1995) دعم تأسيس السلطة الفلسطينية ورفد الطواقم الفنية بمعلومات حول قضايا المرأة: تأسس طاقم شؤون المرأة في القدس في العام 1992، كجزء من الطواقم الفنية التي تكونت لمساندة الفريق المفاوض، ومساعدته أثناء محادثات السلام، ولإعداد البنية التحتية والبنوية لبناء اللبنات الأساسية للدولة الفلسطينية المستقبلية، ولإدماج النوع الاجتماعي في كافة هذه التحضيرات، تجسيداً للشراكة بين الرجال والنساء في دعم وتعزيز عملية السلام والبناء المستقبلي لمؤسسات الدولة الفلسطينية، وبهدف تجميع وتوحيد جهد القوى النسائية الفاعلة والداعمة لمبادرة السلام الفلسطينية، وتكريساً لمضامين وثيقة الاستقلال (1988)، التي أكدت على مبدأ المساواة بين الفلسطينيين، بغض النظر عن الجنس أو الدين أو العرق. وعليه وفي العام 1995 كان الطاقم أول إئتلاف للأطر والمؤسسات الأهلية النسوية، وتشكل في مراحله الأولى من الأطر النسوية المؤيدة لعملية السلام (اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي، اتحاد العمل النسوي، اتحاد لجان المرأة العاملة)، إضافة إلى مراكز نسوية (مركز الدراسات النسوية، مركز شؤون المرأة)، وكفاءات نسوية.

المرحلة الثانية (1996-1999) تطوير طاقم شؤون المرأة ومأسسته قانونياً، والتوجه لتعميق مفاهيم الديمقراطية وحقوق المرأة، ودمج النوع الاجتماعي في السياسات الفلسطينية، والعمل على القوانين: كان التركيز خلال هذه المرحلة على مأسسة الطاقم قانونياً وبناء قدراته التنظيمية، ليتضمن انضمام ثلاثة أطر نسوية أخرى، وتوسيع عضوية مجلس الإدارة. من ناحية أخرى، ارتبطت هذه المرحلة من عمله بالمبادرات الوطنية لبناء الدولة الفلسطينية، لذلك ركزت استراتيجيات العمل على الضغط والمناصرة لتطوير القوانين والسياسات، تطوير قدرات النساء القياديات، تطوير مشاريع مدرة للدخل، والدعم المالي والتقني للأطر النسوية الأعضاء، وتوعية المجتمع حول قضايا المرأة من خلال الإعلام.

المرحلة الثالثة (2000- 2004) الانتفاضة ‘دمج خدمات الطوارئ في برامج الطاقم’: استمرت استراتيجيات الطاقم كالسابق، مع التركيز من ناحية على خدمات الطوارئ والإغاثة، كالمساعدات المالية وخدمات إغاثة للنساء، نتيجة اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000.

المرحلة الرابعة (2005-2006): مبادرات الإصلاح وتعزيز المشاركة النسوية في العملية الانتخابية: مع تركيز المبادرات الوطنية خلال هذه الفترة اتجاه عملية الإصلاح وبناء مؤسسات حكومية وأهلية فعالة تتسم بالحكم الرشيد ومفاهيم الديمقراطية، اعتبر الطاقم هذه المرحلة انتقالية هامة، لتعزيز دوره في بناء دولة ديمقراطية على مختلف المستويات، وخصوصاً فيما يتعلق بالإصلاح ووصول النساء إلى المواقع القيادية. ولذلك ركزت استراتيجيات عمله على تمكين مشاركة المرأة سياساً، وتطوير قدراتها في هذ المجال، بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة في الإئتلافات العاملة على تعدبل قانون الانتخابات واقرار الكوتا والذي وفر نسبة تمثيل للمرأة الفلسطينة، مما شجع النساء على المشاركة في العملية الانتخابية.
ولكن شهدت هذه الفترة أيضاً انتخابات المجلس التشريعي في 25 كانون الثاني، والذي نتج عنه فوز حركة المقاومة الاسلامية ‘حماس’ بالأغلبية. كما تبع هذا انقساماً داخلياً، وتعطل المجلس التشريعي، مما أدى إلى تعطل عملية الإصلاح التشريعي برمتها على مستوى الوطن، وأثر على عمل الطاقم أيضاً.

المرحلة الخامسة (2007-2014) تعطل عملية الإصلاح التشريعي وحروب إسرائيلية متكررة على قطاع غزة، وتدهور عام في الأوضاع في القطاع: بالرغم من تعطل المجلس التشريعي، استمر الطاقم بالعمل على الضغط والمناصرة، ولكن بشكل أقل على السياسات والقوانين بسبب الواقع السياسي، والتوجه إلى التمكين الاقتصادي، من خلال بناء قدرات التعاونيات وربطها بالمشاركة السياسية.
تأثر الوضع بشكل كبير في قطاع غزة نتيجة الحروب الإسرائيلية وفرض الحصار عليه، مما ألقى بآثار اجتماعية واقتصادية على المواطنين في قطاع غزة.

Facebook
Twitter
YouTube